هذا الكون العجيب
نشأت في قرية صغيرة ،كنت أظن أنها كبيرة جدا وأرى الدنيا من خلالها واسعة جدا ،لكن كلما سافرت خارجها اكتشفت أن العالم واسع أكثر مما أظن من قبل ،وبعد مرور سنوات بدأت أسافر مسافات طويلة فأزداد اكتشافا للعالم وكلما قطعت مسافة ازددت انبهارا لسعة هذا الكون ،لكن الذي يلفت النظر أن هذا العالم الواسع لا يمكن أن أراه بعيني كاملا وأطئه بقدمي شبرا شبرا ،ومع هذا كله فإن العلم الحديث بين أن العالم أي الكرة الأرضية يستطيع الضوء أن يدور حولها سبع مرات ونصف خلال ثانية واحدة،بل أكثر من هذا أن كوكب الأرض يظهر من خلال الصور المأخودة من الفضاء الخارجي كذرة غبار،إذا سنحاول أن نغوص قليلا في الإكتشافات الحديثة حتى نقرب كم أن هذا الكون واسع جدا،إذا قلنا أن الضوء يستطيع الدوران حول كوكب الأرض سبع مرات ونصف تقريبا في الثانية الواحدة،فإذا كان هذا الضوء لايستطيع الوصول إلى كوكب الأرض من الشمس إلا بعد ثلاثة دقائق فهل تتخيلون المسافة بين الأرض والشمس؟ رغم كل هذه المسافات الطويلة جدا فإنها لاتساوي شيئا إذا نظرنا إلى المسافات الأخرى حيث يحتاج الضوء للوصول إلى الأرض من بعض النجوم الملتهبة إلى سنوات ،فقط مجرتنا المتواضعة درب التبانة التي تشبه العضلة تحتوي على ملايين النجوم والشموس حيث يقدر قطر هذه المجرة بمائة ألف سنة ضوئية يعني أن الضوء يحتاج إلى مائة ألف سنة لكي يقع قطر المجرة ،وهذه المجرة بالنسبة للكون كقرية صغيرة ،أما خارج المجرة فالله وحده يعلم بشساعتة،هناك نجوم بعيدة عن كوكب الأرض بملايين السنوات الضوئية يعني أن الضوء الذي يدور حول الأرض سبع دورات ونصف في الثانية يحتاج ملايين السنوات للوصول إلى هذه النجوم، وعلى ما أعتقد أن أبعد نجم آكتشف حاليا يبعد عنا بحوالي تسعة ملايير سنة ضوئية، بل الأكبر من هذا أن هذا الكون في اتساع مستمر قال الله تعالى.والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون.أكاد أموت عجبا لما أقرأ وأطلع على تفاصيل هذا الكون الذي لا تنقضي عجائبه رغم أنه مع ذلك لا يساوي عند الله شيئا لأن كل هذا لا يعدل عند الله جناح بعوضة ،ولو كان يعدلها ما سقى الكافر منها شربة ماء ،سبحان الله العظيم القادر على كل شيء،هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه،والله لا يستطيع أحد فوق هذا الكوكب معرفة كم يبلغ حجم هذا الكون، وإلى أين سينتهي فكيف يستطيع أحد صنع مثله شيء، والله شيء يذهل العقول ....
إقرأ ايضا:
نبذة عن الكاتب:محمد بورحيمباحث في الدراسات الإسلامية و العربية
شكرا لك .. الى اللقاء
ليست هناك تعليقات: