الأسرة وعصر العولمة (قصة)
نبذة عن الكاتب :
الكاتب :محمد بورحيم
باحث في الدراسات الإسلامية والعربية.
لا يخفى على كل إنسان في هذا الكوكب، كيف تأثر العالم بالعولمة سواءا كان هذا التأثر سلبيا أو إيجابيا،حيث شهد العالم تطورا مذهلا في كل مجالات الحياة خصوصا في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، ودون أدنى شك فإن العالم بهذا التطور المخيف تأثر بشكل كبير خصوصا على المستوى الأخلاقي ،ولعل ذلك راجع لكثرة مواقع التواصل والإتصال وكذا القنوات الفضائية ،لا يمكن طبعا ربط كل ماهو ضار بهذه الأشياء المواقع ووسائل الإتصال فقط لكنها تلعب الدور الأهم في تأثر الأخلاق لدى المجتمعات البشرية ،سأروي قصة عن أسر البادية وكيف تأثرت بالعولمة، في البادية يسكن أحمد وهو أب لأسرة من خمسة أفراد أحمد وزوجتة سهام وأبناءه زيد وعلي وفاطمة ،خرج أحمد في صباح يوم باكر للعمل من أجل أجر زهيد لا يكاد يغطي حوائجهم اليومية الضرورية من الدقيق والزيت والسكر والشاي،في حين أن زوجته منهمكة في المطبخ تغسل أواني الإفطار من أجل إعداد وجبة الغداء بينما فاطمة تعين أخاها الصغير زيد على ارتداء ملابسة وتطلب من علي الذهاب معه،ذهب علي مع زيد بطلب من فاطمة ،ودخلت فاطمة إلى بيت صغير به تلفاز أشعلت التلفاز وبدأت تشاهد المسلسل تلو الآخر، وفجأة حان وقت الغداء عاد الأب من العمل كعادته وهو جائع، طلب من فاطمة ماءا للوضوء ولكن فاطمة لم تسمعه لكثرة انشغالها بالمسلسل الذي قد أوشك على النهاية والبطل داخل السجن،دخل الأب وهو ينتظر ابنته أن تأتيه بالماء لكي يتوضأ ،جاءت الزوجة وسلمت على زوجها وبدأته بالحديث ،والأب لازال ينتظر ابنته نداها بأعلى صوته فاطمة فاطمة أجابته فاطمة بصوت لا يكاد يسمع ماذا تريد؟ غضب الأب ونهر زوجته وقال لها بصوت مرتفع وقال لها قل لابنتك أن تحضر الماء والغداء أنا أموت جوعا ولم أصلي بعد ووقت العمل قت حان أجابته الزوجة هي ابنتك أنت أيضا إذهب وكلمها،ازداد غضب الأب ودخل إلى دخل إلى فاطمة في البيت وضربها، دخل علي إلى البيت والساعة تشير إلى الثانية بعد الزوال وطلب من أبيه أن يشتري له هاتف مثل هاتف صديقة سعيد والذي يدرس معه في نفس القسم ، رد عليه الأب قائلا نحن لا نملك قوت يومنا فكيف نملك ثمن الهاتف الذي يملكه سعيد ، اسمع يا ولدي سعيد أبوه لديه بقع أرضية وسط المدينة ولديه أراضي زراعية كثيرة ونحن لا نملك شيئا، خرج علي من البيت وقال في نفسه لابد من حل من أجل أن أتوفر على الهاتف فكر قليلا ثم ذهب إلى ابن عمه عمر قص عليه ماحدث له مع والده، فكر عمر قليلا ثم قال له لدي فكرة ،فقال له علي ماهي قال عمر نذهب إلى وسط المدينة في المساء ونقوم بسرقة هاتفين أحد لي وآخر لك،بينما يفكر علي وعمر في كيفية السرقة، كان والد علي في العمل وهو يفكر في السوق وكم يكفيه من المال من أجل شراء الدقيق الذي أخبرته زوجته أنه نفذ، في حين أن الزوجة تشتكي من صراخ ابنها الصغير زيد الذي كان يصرخ لأنه رأى لعبة عند ابن جارهم والذي هرب بها إلى المنزل بعد أن رآها زيد،أخيرا توقف زيد عن الصراخ بعد أن واعدته أمه بأنها ستطلب من أبيه شراء لعبة أفضل من تلك اللعبة له،أنهى الأب عمله بحلول الليل واتجه نحول المنزل وهو في رغبة شديدة إلى الراحة،وصل الأب إلى المنزل فوجد زوجته في انتظاره من أجل أن تطلب منه شراء لعبة جميلة لابنهما الصغير زيد،ولول الأب ودخل غرفة التلفاز فوجد ابنته الكبيرة قد انهمكت في المسلسلات خرج الأب من الغرفة وذهب في صمت إلى المطبخ وأخد شيئا من الماء وذهب ليتوضأ،توضأ الأب ودخل ليصلي صلاة المغرب،بينما الأب يصلي إذا بابنه علي يخرج من المنزل متجها نحو صديقه عمر من أجل أن يذهبوا إلى وسط المدينة رأته أمه فنادته إلى أين ياعلي قال لها لا شيء إلا أن الأم تفطنت لابنها من مشيته وهو يريد الخروج من المنزل حيث كان يسير متخفيا،فألحت عليه أمه أن يصارحها ،وما إن تقربت إليه بلطف حتى صرحها بكل شيء فنهته أمه عن السرقة وواعدته أنها ستبيع قلادتها من أجل أن تشتري له الهاتف الذي يريد ،سمع الأب كلامهما بعدما صلى فخرج إليهما فقال لهما ما بكما ،فقالت الزوجة لا شيء فقط علي يشكوا من ألم في البطن فقال الأب علي يشكوا فقط من ألم في البطن أما أنا فأشكوا من ألم في الجيب طول حياتي وذهب لينام ،وذهب علي إلى صديقه عمر وأخبره بأن أمه لا تريد أن تتركه ليذهب معه إلى المدينة ،ورجع علي إلى منزله وهو فرح ومسرور لأن أمه تريد أن تشتري له هاتفا ذكيا،دخل علي إلى المنزل وطلب من أخته أن تترك له التلفاز ليشاهدة مبارة لكرة القدم إلا أن أخته رفضت لأنها كما تقول تشاهد مسلسلها المفضل فقام شجار حاد بينهم فتدخلت الأم فأعطت لعلي بضعة دراهم وطلبت منه أن يذهب إلى المقهى ليشاهد المبارة هناك، قبل علي طلب أمه وأخد الدراهم وخرج من المنزل واتجه نحو المقهى،وبعد أن انتهت المباراة رجع علي إلى المنزل ولقي والديه وأخوته قد ناموا دخل إلى المطبخ كعادته وأخد عشاءه من الثلاجة وقام بتسخينه وبدأ يأكل وقبل أن ينتهي من عشاءه استقظ أبوه من النوم فرأى ضوءا ينبعث من المطبخ فجاء إلى
يتبع ......
بارك الله فيك أستاذ محمد
ردحذفشكرا جزيلا
جزاكم الله عنا خيرا